بعد حظر الإجهاض.. أطباء يحذِّرون من طرق غير فعالة وخطرة تشاع عبر الإنترنت

بعد حظر الإجهاض.. أطباء يحذِّرون من طرق غير فعالة وخطرة تشاع عبر الإنترنت

"يمكن القول إن إنجاب طفل هو أهم شيء تفعله في الحياة"، مقولة شائعة يقابلها فعل غريزي لدى المرأة يسمى الأمومة يسببه حنين المرأة منذ طفولتها إلى الإنجاب، ولكن ورغم ذلك تلجأ كثيرات إلى التخلص من الجنين فيما يُعرف بـ"الإجهاض".

ولخطورته ولأسباب عقائدية حُظر الإجهاض في غالبية الدول خاصة الدول الإفريقية، بما في ذلك مصر والسنغال وموريتانيا، واعتمدت دول أخرى منها السلفادور تشريعات مشددة في عام 1998 تصل العقوبات فيها إلى السجن من 8 إلى 50 سنة.

ومؤخرًا شغل الساحة الإعلامية جدل واسع، وفقًا لما قررته المحكمة العليا الأمريكية بإلغاء قانون الحق في الإجهاض الليبرالي في يونيو 2022، إذ يغلب على المحكمة العليا الاتجاه المحافظ قد مهدت الطريق أمام قوانين إجهاض أكثر صرامة، بما في ذلك الحظر الكامل للإجهاض في بعض الولايات.

ما سبق كان سببًا قويًا لشعور الأطباء بالقلق، من لجوء الأشخاص إلى أساليب غير فعالة وخطيرة للإجهاض تنشر على الإنترنت.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الإجهاض تدخّل صحّي شائع ومأمون عند إجرائه بأحد الأساليب التي توصي بها المنظّمة وتتناسب مع مدة الحمل وعلى يد شخص يمتلك المهارات اللازمة.

يُنهي الإجهاض المتعمّد 6 حالات من كل 10 حالات حمل غير مقصود، و45% تقريباً من حالات الإجهاض إجمالاً هي حالات غير مأمونة، منها نسبة 97% في البلدان النامية، كذلك فإن الإجهاض غير المأمون سبب رئيسي -يمكن الوقاية منه- لوفيات الأمهات وحالات المراضة، ويمكن أن يسبّب مضاعفات صحّية بدنية ونفسية ويخلف أعباء اجتماعية ومالية على النساء والمجتمعات المحلية والنظم الصحّية. 

ويشكّل قصور إتاحة الرعاية المأمونة والمناسبة التوقيت والميسورة التكلفة والمحترمة في مجال الإجهاض مشكّلة جسيمة في مجال الصحّة العامة وحقوق الإنسان.

معلومات مضللة

انتشرت مؤخرًا على شبكات وسائل التواصل الاجتماعي، معلومات مضللة قد تؤدي إلى الوفاة، على اعتبار أنها وسائل بديلة عن الإجهاض الآمن المحظور.

في تقرير لها نشرت CNN، أن شركات وسائل التواصل الاجتماعي تتخذ مجموعة من الإجراءات، تشمل بعضها مراجعة بعض المنشورات المتعلقة بالإجهاض، وتصنيف أو إزالة منشورات معينة. 

وقال طبيب الطوارئ وطبيب السموم الطبية في مدينة نيويورك جوشوا تريباخ، إن المعلومات الخاطئة عن الإجهاض “مخيفة”، وإن المنشورات التي لحظها على الإنترنت لم يتم التحقق من مصادرها.

وقالت رئيسة مجلس إدارة الجمعية الأمريكية لمراكز مكافحة السموم جولي ويبر: “عندما أسمع أو أشاهد أسئلة أشخاص حول أدوية بديلة أو منتجات عشبية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أشعر بالقلق”، وتابعت: "أنا مهتمة بهذا الأمر، ونريد إيصال رسالة مفادها أن هذا ليس بالضرورة بديلاً آمنًا أو أنه سيكون فعالًا". 

 ويشعر الأطباء الذين تحدثت معهم CNN بقلق من المعلومات المضللة حول الإجهاض، ما قد يصرف الانتباه عن الخيارات الآمنة والمتاحة، ويخلق مزيدًا من الارتباك. 

قالت فيرما، إنّ "بعض النساء قد يلجأن لأساليب إجهاض غير آمنة أيضًا، عندما يشعرن أن ليس أمامهنّ خيار آخر أو يتبعن المعلومات التي يجمعنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

وتابعت: "يمكن أن تكون المعلومات المضللة ضارة لأنها قد تدفع بالنساء لوضع حد لحملهنّ بطريقة غير آمنة، ما قد يعرضهنّ لأذى جسدي خطير". 

وقالت أستاذة التوليد وأمراض النساء في جامعة ويسكونسن-ماديسون جيني هيغينز، إن هناك أشخاصاً يحاولون إدارة عمليات الإجهاض بأنفسهم، حتى قبل قرار المحكمة العليا، نحن نعلم أن هذه الأساليب غير فعالة، وفي بعض الحالات، تكون ضارة أيضًا، وعند بحثك عن الأساليب المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فإن ذلك قد يشكل مضيعة لوقتك الثمين في الواقع.

الإجهاض المنزلي قد يؤدي للوفاة

قال أستاذ أمراض النساء والتوليد وعلاج العقم وجراحة المناظير وأطفال الأنابيب جامعة عين شمس، أحمد خيري مقلد: "إن الأديان السماوية حرمت الإجهاض وكذلك القوانين الوضعية في كثير من الدول، ولكن البعض يلجأ إليه بطرق غير مشروعة، عن طريق أدوية غير معلوم المصدر "من تحت السلم" أو جرعتها لم يصفها طبيب على الأرجح، مستندين إلى تجارب غيرهم ربما لا تناسبهم فتحدث مشكلات صحية خطيرة، أولها النزيف أو ثقب الجهاز التناسلي أثناء عملية "الكحت"، أو التهاب شديد، بعض السيدات يمتن أثناء الإجهاض المنزلي، وأنصح السيدات ألّا يتعاطين الأدوية المشاع أنها تجهض الأجنة لخطورتها ولحرمانيتها".

وتابع أستاذ النساء والتوليد: "الحل ألّا يجأ الناس إلى الإجهاض إلا في الحدود المسموح بها طبيًا، وهي أن يكون الجنين ميتًا أو يعاني مشكلة صحية أو أنه سيؤثر تأثيرًا خطرًا على حياة الأم، وحينها يحدث الإجهاض تحت الإشراف الطبي في مكان مؤهل".

ما يجب معرفته 

قرار الإجهاض ليس بالسهل، وهناك أمور تحدث لجسم المرأة عند هذه العملية سواء دوائيا أو جراحيًا، وهي وفقًا لما أوردته هيئة الخدمات الصحية البريطانية "nhs". 

عادة ما يحدث التعافي بعد الإجهاض بسرعة، لكن الأمر مختلف لكل امرأة، وهناك نحو 2 أو 3 من كل 100 امرأة أجهضت في أقل من 9 أسابيع من الحمل، قد تعاني من آثار جانبية عاطفية وجسدية. 

وبعد الإجهاض، من المحتمل أن تكون هناك بعض الآلام من نوع الدورة الشهرية، وتشنجات في المعدة، ونزيف مهبلي، ويجب أن يبدأ هذا في التحسن تدريجيًا بعد بضعة أيام، لكن يمكن أن يستمر لمدة أسبوع إلى أسبوعين، هذا أمر طبيعي ولا داعي للقلق عادة. 

وحسب ما أفاد به خبراء في تقارير صحفية، فإن النزيف عادة ما يكون مشابهًا لنزيف الدورة الشهرية الطبيعي، ولكن قد تمر أيضًا ببعض الجلطات الدموية الصغيرة، وبعد الإجهاض الجراحي، قد لا يكون لديك أي نزيف حتى يحين موعد دورتك الشهرية التالية. 

وإذا أجريتِ عملية إجهاض دوائي، فقد تعانين من آثار جانبية قصيرة الأمد من الأدوية، مثل الغثيان والإسهال، وتتوقف هذه الآثار الجانبية في غضون 3 أيام. 

ويمكن أن يكون للتخدير العام وأدوية التخدير الواعي آثار جانبية أيضًا.

بعد الإجهاض يمكنكِ: تناول الإيبوبروفين للمساعدة في تخفيف أي ألم أو إزعاج، استخدمي المناشف أو الفوط الصحية بدلاً من السدادات القطنية حتى يتوقف النزيف، تحدثي إلى طبيبك إذا واجهتِ أي علامات لمشكلة محتملة، مثل، ألم شديد لا يمكن السيطرة عليه بمسكنات الألم مثل الإيبوبروفين، نزيف مستمر وغزير (تنقع فوطتان أو أكثر في ساعة لمدة ساعتين متتاليتين)، ألم أو انزعاج في البطن لا يساعده الدواء أو الراحة أو زجاجة الماء الساخن أو وسادة الحرارة، ارتفاع في درجة الحرارة إلى 38 درجة مئوية أو أعلى، إفرازات مشوهة أو كريهة الرائحة من المهبل، علامات أو الشعور بأنكِ ما زلتِ حاملاً، مثل الغثيان والتهاب الثدي، الدورة الشهرية، يجب أن تبدأ دورتك التالية بعد نحو 4 أسابيع من العلاج، وإذا لم تكن لديكِ فترة 4 أسابيع بعد العلاج، فيجب استشارة الطبيب. 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية